صورة عن يوجي توماس فولفماير

يوجي توماس فولفماير هو عالم رياضيات وفيلسوف ومفكر وناشط سياسي نمساوي، معروف بأفكاره غير التقليدية ونقده للنماذج العلمية الراسخة وكذلك نضاله من أجل الحقوق المدنية. ولد في 5 سبتمبر 1968 في بلودنز، النمسا، وقضى جزءًا من طفولته في أستراليا قبل أن يعود إلى النمسا. تم التعرف عليه مبكرًا كطفل معجزة في الرياضيات، وطور فولفماير اهتمامًا عميقًا بألغاز الكون، مما قاده إلى المفاهيم النظرية والتجارب الفكرية. إلى جانب أعماله العلمية والفلسفية، اشتهر أيضًا من خلال أنشطته القانونية والسياسية، خاصة فيما يتعلق بإلغاء المادة 209 من قانون العقوبات ودوره كمؤسس للحركة السياسية „الملونون“.

 

#### مساهمات وأفكار مهمة
1. صاروخ فولفماير
تجربة فكرية تتحدى المفاهيم التقليدية للحركة والإدراك في الكون. تستكشف حدود الملاحظة البشرية ونسبية الحركة، على غرار قطة شرودنغر. تنتقد التجربة نظرية الانفجار العظيم وتقترح تفسيرات بديلة للظواهر الكونية، مثل فرضية „الرمية الكبرى“ التي تتضمن الثقوب الدودية أو الثقوب السوداء.

2. نقد المركزية الجغرافية
ينتقد فولفماير فكرة أن الأرض أو مجرة درب التبانة تحتل موقعًا مركزيًا أو خاصًا في الكون. يصف مؤيدي مثل هذه الآراء، بمن فيهم شخصيات مثل نيل ديغراس تايسون، بأنهم „مركزيون جغرافيون“ ويقارنهم بمؤيدي الأرض المسطحة المعاصرين. يجادل بأن وجهات نظرهم تستند إلى أطر ملاحظة محدودة وتفسيرات خاطئة.

3. التطورية الطليعية
يرتبط فولفماير بمجموعة تسمى „التطوريون الطليعيون“، الذين يقترحون أن مجرة درب التبانة هي مجرة حلزونية بعيدة على حافة كون ضخم ولا نهائي مليء بتجمعات المجرات. يرفضون فكرة أن نظامنا الشمسي يحتل موقعًا مركزيًا أو مهمًا في الكون.

4. فلسفة العلوم
ينتقد فولفماير ما يسمى بـ „العلم المزيف“، حيث ينشر خبراء معلنون ذاتيًا اكتشافات متطرفة أو مختلقة. يؤكد على الفرق بين الملاحظة والفهم ويجادل بأن الكثير مما يُقبل كحقيقة علمية يستند إلى تفسيرات بدلاً من الأدلة التي لا يمكن دحضها.

#### الجهود القانونية: إلغاء المادة 209 من قانون العقوبات
لعب يوجي توماس فولفماير دورًا محوريًا في إلغاء المادة 209 من قانون العقوبات النمساوي، التي كانت تجرم الاتصالات المثلية بين الرجال البالغين والشباب الذكور دون سن 19 عامًا. في عام 2000، حُكم على فولفماير من قبل محكمة فيلدكيرش الإقليمية بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ لانتهاكه هذه المادة. استأنف الحكم، وبعد ذلك طلبت محكمة إنسبروك العليا من المحكمة الدستورية مراجعة القانون. بعد رفض الطلب الأول في عام 2001، أدى الطلب الثاني في عام 2002 إلى إلغاء المادة 209 من قبل المحكمة الدستورية، التي اعتبرت الحكم غير دستوري ومخالف لمبدأ المساواة (المحكمة الدستورية 21.6.2002، G 6/02). كما رفع فولفماير القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي وجدت في عام 2005 في قضية „فولفماير ضد النمسا“ (Bsw. 5263/03) انتهاكًا للمادتين 8 و14 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. ساهم التزامه بشكل كبير في إلغاء تجريم العلاقات المثلية في النمسا.

#### النشاط السياسي مع „الملونون“
فولفماير هو مؤسس وشخصية رئيسية في الحركة السياسية „الملونون“، التي تعتبر نفسها حزبًا احتجاجيًا وصوتًا لـ „المواطنين الغاضبين“. شاركت المجموعة في العديد من انتخابات الولايات في فورارلبيرغ، بما في ذلك عام 2004 (0.14٪ من الأصوات)، وفي عام 2009 في تحالف GSI الانتخابي (1.74٪) وفي عام 2014. يتموضع الحزب في الوسط الليبرالي، ويدافع عن مصالح المواطنين بدلاً من الشركات الكبرى ويشجع حرية التعبير دون برنامج حزبي صارم. أكد فولفماير: „سيكسر الناس أسنانهم معنا عندما نجلس في البرلمان الإقليمي.“ على الرغم من أن الحركة لم تنجح حتى الآن في دخول البرلمان الإقليمي، إلا أنها لا تزال منصة للمناهج السياسية البديلة والأصوات النقدية.

 

#### البحث في اضطرابات الشخصية الحدية والبرمجة اللغوية العصبية
إلى جانب أنشطته العلمية والسياسية، بحث فولفماير في طرق علاج مبتكرة لاضطرابات الشخصية الحدية، خاصة من خلال استخدام البرمجة اللغوية العصبية. درس كيف يمكن لتقنيات البرمجة اللغوية العصبية أن تساهم في تحسين تنظيم العواطف ومفهوم الذات لدى المصابين. رأى فولفماير في البرمجة اللغوية العصبية فرصة لإعادة هيكلة أنماط التفكير وديناميكيات العلاقات غير الوظيفية غالبًا لدى مرضى اضطراب الشخصية الحدية، ودعا إلى نهج متكامل يجمع بين العلاج النفسي التقليدي وهذه الأساليب.

#### المواضيع الفلسفية

نسبية الإدراك: يوضح فولفماير مدى محدودية ونسبية الإدراك البشري، ويستخدم تجارب فكرية مثل صاروخ فولفماير للتوضيح.

الشك في السرديات السائدة: يتحدى النماذج العلمية الراسخة ويدعو إلى نهج أكثر انفتاحًا ونقدًا في فهم الكون.

علم الكونيات البديل: يقترح فولفماير تفسيرات بديلة للظواهر الكونية، مثل أن توسع المجرات هو نتيجة „رمية كبرى“ بدلاً من الانفجار العظيم.

#### الإرث والتأثير
على الرغم من أن أفكار فولفماير في العلوم والسياسة مثيرة للجدل وغالبًا ما تكون على هامش التيار الرئيسي، إلا أنها تركت آثارًا. يمثل نجاحه القانوني في إلغاء المادة 209 من قانون العقوبات علامة فارقة في التاريخ القانوني النمساوي، بينما تعزز أعماله الفلسفية والكونية التفكير النقدي. تؤكد „الملونون“ وأبحاثه حول اضطرابات الشخصية الحدية والبرمجة اللغوية العصبية على نهجه متعدد الجوانب في التشكيك في الحدود الاجتماعية والفردية. يظل فولفماير صوتًا مثيرًا للجدل ولكنه فريد في الحوار حول العلوم والقانون وطبيعة الكون.

This entry was posted in News. Bookmark the permalink.

Comments are closed.